× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

أطباء سوريّون يحولون فايسبوك إلى «مستشفى افتراضي»!

حكاياتنا - خبز 17-12-2020

حول أطباء ومتطوعون سوريون موقع «فايسبوك» إلى «مستشفى افتراضي». أُطلقت مبادرات عديدة تشكل أرضية لمواجهة الكم الهائل من المعلومات الطبية الخاطئة، والشائعات. وتمد في الوقت نفسه «خشبة خلاص» للفقراء، وتسهم في تخفيف الضغط عن المنظومة الطبية التقليدية وخفض ازدحامها

في بلد مزقته الحرب، يرزح أكثر من 90% من سكانه تحت خط الفقر، ويعيش كثير من فقرائه حياة الشتات بين دول الجوار ومخيماته، ومخيمات الداخل المقامة قرب الحدود، بات من الطبيعي أن يصبح الذهاب إلى المراكز والعيادات الطبية رفاهية لا يملكها كثيرون، ولا يستطيعون إليها سبيلاً، إذ تضاعفت نفقات التشخيص والاستشفاء والأدوية. 

وسط هذه الظروف القاسية حلّ فايروس كورونا ضيفاً ثقيلاً، ووضع حمله على ما تبقى من المنظومة الصحية المتهالكة في سوريا، ما فاقم صعوبة مراجعة العيادات والمراكز الصحية والمستشفيات، بحثاً عن علاج (من كورونا أو سواه)، ودفع شريحة واسعة ممن يستطيع مراجعتها إلى الامتناع عن ذلك في الحالات غير الخطرة، خوفاً من التقاط العدوى.

وأمام حالة فوضى المعلومات التي تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت مبادرات طبية عديدة، سعى القائمون عليها إلى توفير منصات موثوقة للمعلومات الطبية الحقيقية، وتقديم خدمات تشخيص بعض الأمراض عن بُعد، وبشكل مجاني. 

للوهلة الأولى، قد يبدو الخوض في هذا الجانب من العمل التطوعي «دعائياً» لبعض النشاطات، أو الصفحات، والمجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي. لكنه حقيقةً يشكل أرضية ممتازة لمواجهة الكم الهائل من المعلومات الطبية الخاطئة، والشائعات، والنظريات غير الصحيحة، ويمد في الوقت نفسه «خشبة خلاص» للفقراء، ويسهم في تخفيف الضغط عن المنظومة الطبية التقليدية وخفض ازدحامها.

«صحتك نعمة»

في مجموعة «صحتك نعمة» المغلقة التي تضم أكثر من 43 ألف عضو، ينشر أحد الأعضاء صورة لاحمرار ظهرَ بشكل مفاجئ على جلده، ويطلب استشارة طبيب جلدية. يرد أحد الأطباء الاختصاصيين، ويطلب منه صورة أوضح للمنطقة المصابة، ويستفسر حول أعراض أخرى يشعر بها، قبل أن يقوم بتشخيص الحالة. وفي بعض الحالات تُطلب من المريض مراجعة المستشفى أو الطبيب في العيادة، بعد تعذر تشخيص الحالة بدقة.

تضم المجموعة عدداً كبيراً من الأطباء من مختلف الاختصاصات. يقول القائمون عليها في التعريف: إنها لا تقدم استشارات للحالات الإسعافية، وينوّهون بشكل دائم بضرورة وسرعة مراجعة المستشفى في مثل تلك الحالات. 

جولة سريعة في المجموعة قد تعطي صورة واضحة عن حجم العمل الذي يبذله الأطباء المتطوعون لتقديم العون، لأشخاص لا يملكون ترف مراجعة العيادة ودفع رسومها، أو يتحاشونها اتقاء للعدوى.

تتبع المجموعة لصفحة تديرها مجموعة من الأطباء، تحمل اسم «سماعة حكيم». يتابعها نحو 193 ألف شخص، اعتاد القائمون عليها نشر نصائح طبية بشكل مستمر، وتصحيح المفاهيم الطبية الخاطئة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي. علاوة على إطلاق تطبيق للهاتف المحمول، (أبليكايشن) خاص، لتسهيل التواصل الشخصي مع الأطباء وإرسال صور أوضح للحالات الحساسة والحرجة.

«عيرني كتفك»

«MedDose - منصة الصحة السورية»، صفحة أخرى شهيرة في سوريا، ويتابعها أكثر من 350 ألف شخص. يقدم أطباء متطوعون أيضاً نصائح وإرشادات طبية بشكل مستمر، بالإضافة إلى معلومات عن آخر الاكتشافات الطبية حول العالم، ما حوّل الصفحة إلى تجمّع طبي يتبادل فيه المتابعون المعلومات. يطلع الأطباء على آخر المستجدات والإنجازات الطبية والحالات الفريدة في سوريا والعالم، ويحصل المرضى على استشارات ونصائح مجانية.

تتبع لصفحة «MedDose» مجموعتان. الأولى مخصصة لتقديم العون لمن يحتاجه، تحمل اسم «عيرني كتفك»، وتضم أكثر من 15 ألف عضو.

يقول القائمون على المجموعة إن هدفها «إنقاذ الفقراء في سوريا المحتاجين لعناية مشددة أو عمليات أو أدوية ولا يستطيعون تأمينها».

أما المجموعة الثانية، فلتبادل الخبرات الشخصية، وتحمل اسم «تجربتي مع». تضم المجموعة أكثر من 37 ألف عضو، وتوفر مساحة لمن يود أن يشارك تجربته مع أحد الأمراض الجسدية أو النفسية، أو إحدى الإعاقات، وما خلفته لديه تلك التجربة من آثار إيجابية وسلبية.

جولة سريعة في مجموعة «عيرني كتفك»، ستضيء على ظاهرة باتت مستشرية في المجتمع السوري، وهي الأعداد الهائلة للسوريين الذين لا يستطيعون تأمين الاحتياجات الطبية الأساسية لمواجهة بعض الأمراض، مثل أسطوانة أوكسجين، أو كرسي متحرك، أو حتى علبة دواء مفقودة، أو باهظة الثمن.

ولا يقتصر زوار ومتابعو هذه المجموعات والصفحات وغيرها على سوريي الداخل، أو سكان المخيمات فحسب، بل يلجأ إليها كثير من المغتربين واللاجئين في أوروبا أيضاً، كونها تشكل بديلاً سريعاً ومجانياً لتشخيص بعض الأمراض ومعالجتها، ما قد يوفر كثيراً من المال والجهد والوقت، بسبب تعقيدات بعض المنظومات الصحية، ونظام التأمين الذي قد لا يشملهم، أو بسبب صعوبة حجز مواعيد سريعة في العيادات، وخاصة مع انتشار كوفيد19.
لا يمكن حتماً اختصار العمل التطوعي الذي يقدمه أطباء سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالأمثلة السابقة الذكر، وقد تكشف عمليات بحث أكثر تعمقاً عن مبادرات طبية أخرى، بعضها قد يكون فردياً ينفذه طبيب أو اثنان. وهي ظاهرة تشهد ازدياداً مطرداً، بالتوازي مع استمرار الانهيار الذي تعيشه البلاد، وكل منظوماتها، وعلى رأسها المنظومة الطبية المتهالكة.

الموجة_الثانية كورونا كوفيد19 فايسبوك المنظومة_الصحية أوكسجين المخيمات دول_الجوار حول_العالم

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها

مقالات رائجة

This work by SOT SY is licensed under CC BY-ND 4.0